وجعلت قرطاجنة لصناعة السفن دورا يعمل فيها عملة من المحتلين والمحتمين.
[٨ - العمل القرطاجني في العمران والحضارة]
علمت ان الفينيقيين أمة كثيرة الاسفار في البرور والبحار لكسب الثروة بالاتجار .. فلم تكن لها حضارة خاصة بها. ولكن اليها يرجع الفضل في نقل حضارات الامم بعضها الى بعض بما تروجه بينها من البضائع المختلفة.
آثارهم تدل على تقليدهم للمصريين في بناء البيوت وحفر القبور. فان قبور الفينيقيين وجدت بالجبال مثل قبور قدماء المصريين. وبيوتهم مبنية بالحجارة، ولها سوار تتصل بالسقف من غير قوس، وخطوط أساساتها مستقيمة.
واكثر اعمال الفينيقيين في التجارة والفلاحة وبعض الصناعات. وكانوا إذا نزلوا أرضا عرفوا فوائدها الخاصة فاعتنوا باستثمارها. وارض ليبية ارض فلاحة فاعتنوا فيها بالملاحة علاوة على التجارة والبحرية.
وقد جعلت قرطاجنة في نظام دولتها اسرتين: احداهما للحرب والاخرى للعمل. وكانت أسرة العمل هي أسرة ماغون.
ماغون مؤسس هذه الاسرة كان بين سنتي ٥٥٠ - ٥٠٠ (ق. م) والف كتابا حافلا في الفلاحة. تكلم فيه على الفلاحة وتربية الحيوان من خيل وبغال وبقر وحمام ودجاج ونحل وغير ذلك.
ولأهمية هذا الكتاب لم تستغن عنه رومة رغم عداوتها للبونيقيين وتخريبها لقرطاجنة. فاهتم شيوخ رومة به واستدعوا له مترجمين ترجموه الى اللطينية.