ومن حكمهم الفلاحية:" يجب ان تكون الارض اضعف من الفلاح. لانه إذا اراد ان يقاومها فتغلبت عليه حطمته".
وقد اتخذوا للدراس آلة وعمموا نشر الحبوب المعروفة بالوطن البربري وجلبوا له بذورا أخرى مثل الكتان لم تكن معروفة به من قبل.
وكان بليبية (بالمعنى العام) أشجار ذات ثمار الا انها طبيعيه. فاعتنى البونيقيون بغراستها وجلبوا ضروبا أخرى من الاشجار منها النخيل والتين والزيتون والرمان والجوز واللوز والكرم.
وزرعوا البقول والخضر حوالي المدن. وعصروا الزيتون والخمور وهم أول من روج الخمر بين البربر. واول من افادهم الغراسة.
ازدهى الوطن على عهدهم بحقول الحبوب والخضر وجنات النخيل والاعناب وبساتين التين والزيتون وضروب الفواكه.
وقد شارك في هذه الاعمال العمرانية كل الطبقات البونيقية: ارباب الاموال الواسعة يقتطعون الاراضي الشاسعة ويبنون بها القصور وليقضوا بها بعض فصول العام. وصغار الفلاحين يشتغلون بما حوالي المدن من الاراضي الصالحة فيعمرونها على نسبة مقدرتهم المالية.
وسوى عناية القرطاجنيين بالفلاحة وتربية المواشي كانوا يعتنون باستخراج المعادن من حديد ونحاس ورصاص وغيرها. ويصنعون منها الآلات وضروب الزينة من حلي واقراط.
وكانوا ينحتون الحجارة النفيسة. واخذوا عن المصريين صناعة الزجاج فاتقنوها وصنعوا منها الاواني الرفيعة ولونوها بالوان قوس قزح.
وكانت لهم يد في الحياكة والصباغة ودباغة الجلود. وكان لهم من الصناعات الدقيقة النقش على الصخور والخشب، ونحت الدمي وغيرها من العاج والعظام. وقطروا العطور. وركبوا الادوية.