ثم قصد أبو عبد الله الاربس في جمادي الاخيرة سنة ٩٦ في مائة الف بين فارس وراجل وكانت بين الفريقين حروب صعبة ولكنها من المعارك الفاصلة. ودخل أبو عبد الله الاربس عنوة وانهزم جيش الأغالبة هزيمة نكراء وفر زيادة الله الى المشرق.
وأقبل الشيعي الى رقادة دار ملك الاغالبة قى سبعة عساكر فيها تلاثمائة الف بين فارس وراجل. فدخلها. وبين يديه رجل يقرأ} هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر} الآية و {كم تركوا من جنات وعيون} الآية. وكان دخوله رقادة في رجب سنة ٩٦.
نزل ابو عبد الله قصر الامارة. وضبط ما فيها. واستقدم اخاه من سجن طرابلس. واستخلفه على رقاده. وخرج الى سجلمالسة ففرت أمامه زناتة. وملك تاهرت. وولى عليها دواس بن صولات اللهيصي، وأخذ السير الى سجلماسة فاخرج من سجنها عبيد الله وابنه. واركبهما. وبايعته عساكر كتامة وأهل سجلماسة.
وبعد ان مهدوا تلك النواحي عادوا بعبيد الله فمروا به على ايكجان. واخذ ما فيها من غنائم. ثم ارتحلوا إلى رقادة. وبها بويع عبيد الله البيعة العامة وتلقب بالمهدي. وذلك في ربيع الثاني سنة ٢٩٧.
[٤ - الحكومة العبيدية]
الدولة العبيدية مستقلة استقلالا تاما، وحكومتها يصح ان تسمى مطلقة لان الذهب الاسماعيلي يرى الامام معصوما. فيجمع له كل السلط تشريعية وتنفيذية وقضائية.
والامام هو رئيس الحكومة الاعلى. ويلقب أمير المؤمنين ويتعين بالعهد اليه من سلفه. ولا بد ان يكون من آل البيت. ولهذا