كثر النزاع في نسب عبيد الله المهدي. قال ابو عبد الله بن حماد:
"اختلف الناس في نسبه الى الحسين بن علي عليهما السلام. فمن مسلمين ما ادعاه ومقرين بما حكاه ومن مانعين ما انتحله والذي ادعاه هو انه عبيد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي زين العابدين. والذي ادعاه الناس لا برهان عليه. فلا حاجة لي اليه. " اهـ.
ويساعد الامام وزراء ة عمال وقضاة. ويختص الامام وولي عهده بالمظلة. قال ابو عبد الله بن حماد:"وهي شبه درقة في رأس رمح محكمة الصنعة رائقة المنظر ظرف من الصناعة في الصياغة ونظم الاحجار الغالبة ما يروق مرآه ويدهش من رآه. يمسكها فارس من الفرسان يعرف بها. فيقال صاحب المظلة. وكانت عندهم خطة يتداولها من يؤهل لها، فيحاذي بها الملك من حيث كانت الشمس، يقيه حرها بظلها، وفيها يقول محمد بن هانيء الاندلسي من قصيدة يمدح فيها معدا المعز:
وعلى أمير المؤمنين غمامة ... نشأت تظلل تاجه تظليلا
نهضت بمثل الدرع ضوعف نسجه ... وجرت عليه عسجدا محلولا
ولم يعلم أحد غير بني عبيد اتخذ هذه المظلة الا ملك الروم بصقلية، واحسب انهم أهدوها اليه في بعض هداياهم، وكأني سمعت هذا" اهـ.
والحكومة العبيدية لا تعترف بأية حكومة أخرى، فكانت ترسل الدعاة الى جميع الاوطان الاسلامية دون بلاد الكفر! ولهم رئيس يلقب داعي الدعاة، وهو الذي يأخذ البيعة للامام، وبهؤلاء الدعاة ملكت اليمن والبحرين ثم الحجاز وخطب لها بمدينة بغداد على عهد المستنصر من أيمتها، وكانت لها جيوش جرارة واساطيل عديدة،