" هم أكثر أهل المغرب لهذا العهد. لا يكاد قطر من أقطاره يخلو من بطن من بطونهم في جبل أو بسيط، حتى لقد زعم كثير من الناس أنهم الثلث من أمم البربر" اهـ.
وكانوا فيما بين زناتة وزواوة، وانحدرت منهم أمة الى الجنوب في أزمنة قديمة، فكثروا بالصحراء جنوب المغرب حتى عمروا ما بين غذامس شرقا ونول غربا والسودان جنوبا، وتشعبت بذلك صنهاجة الى شعبين عظيمين بقي احدهما بالجزائر واستوطن الآخر الصحراء، وهم الملثمون، واختلفت حياتهما باختلاف الموطن.
فاما صنهاجة الجزائر فهم أهل مدر من مدنهم اشير ولمدية ومليانة ومتيجة والجزائر، أسلموا لاول الفتح ير ودان بالخارجية بعضهم من مجاوري زناتة، ثم فارقوها قال ابن خلدون:
" ولصنهاجة ولاية لعلي بن ابي طالب كما ان لمغراوة ولاية لعثمان بن عفان رضي الله عنهما، الا انا لا نعرف سبب هذه الولاية ولا أصلها" اهـ.
وقدمنا البحث معه في ولاية مغراوة. ونرى ان ولاية صنهاجة لعلي سببها نزول ابنائه بيهم وكونهم آل البيت، وأما أخذهم بدعوة بني عبيد فانما كان منافسة لزناتة الثائرة عليهم. على ان الامارات العلوية كان سقوطها على ايديهم.
ومن بطونهم تلكاتة قوم زيري بن مناد. ومنهم فريق بجهات بجاية ولمدية بفتحتين فكسرة فياء مشددة أهل المديه المعروفة الى اليوم بهم، وبنو مزغنة أهل مدينة الجزائر، وبنو خليل ومتنان وبنو جعد وبطوية وبنو ايفاون.