من المملكة الاغلبية شرقا والادريسية غربا. وبقيت بالمملكة الرستمية الاباضية حتى قضى عليها الشيعة. نعم بقيت الخارجية في الجهات الجنوبية كورقلة ومزاب متحصنة بعطش الصحراء وسمائها بعيدة عن نفوذ أغلب الدول الشمالية فحافظت على عقائدها وعوائدها غير متأثرة بالانقلابات السياسية.
[٤ - الامارات الاباضية]
خمدت الصفرية بالجزائر، فلم يكن لها شأن يذكر بعد حصار طبنة. وبقيت الاباضية في أفخاذ وبطون من قبائل لماية ولواتة وزجالة ونفزاوة وهوارة ومزاتة وزواغة ومطماطة ومكناسة ويفرن ومغراوة وبني سنجاس وبني برزال وبني دمر.
ولم يتحد الاباضيون من هذه القبائل تحت امرة واحدة. بل كان منهم الخاضعون للاغالبة أو للادارسة واخوانهم بني سليمان، ومنهم المستقلون تحت امارات متعددة. واشتهر من اماراتهم امارة بني رستم بتاهرت. وافادنا اليعقوبي من أهل القرن الثالث بثلاث امارات سواها وهي:
١ - امارة بني دمر
هم قوم من زناتة في بلاد واسعة ذات زرع ومواش. موقعها على مرحلة غربي هاز. ويليها في الشمال المغربي سوق كرام. قال اليعقوبي في كتاب البلدان:"ورئيسهم يقال له مصادف بن جرتيل. بين حصنه وبلد متيجة مسير ثلاثة أيام مما يلي البحر".
وذكر البكري في الطريق من تاهرت الى المسيلة حصن تامغيلت. فقال:"هو على مرحلتين من تاهرت. مبني بالطوب على نهر. له ربض وسوق. يسكنه بنو دمر من زناتة. الى ايزمامة، حصن له سوق. وفيه فنادق تسكنه لواتة ونفزاوة. الى مدينة هاز".