الخارجية المغرب وسعة انتشارها وعدم استسلامها وصعوبة قيادها.
وليس منشأ تلك الحروب اختلاف العقيدة بل منشؤها ما كان عليه البربر من خلق الفوضى وكراهية السلطة المحلية كيفما كان عدلها فليست حروبهم دينية بل ولا سياسية. اما كونها غير سياسية فان البربر لم ينظموا صفوفهم ويوحدوا جهودهم ضد السلطة العربية ليكونوا دولة بربرية. فهم يحاربون العرب من جهة ويحارب بعضهم بعضا من جهة اخرى. وغايتهم الرجوح لما ألفوه من الفوضى.
واما كونها غير دينية فذلك ان التاريخ الاسلامي لم يحو بين دفتيه ان المسلمين رفعوا سيوفهم لالزام مخالفيهم بعقيدتهم اذ العقيدة سبيلها البرهان. وايضا فقد كانت الدولة الاباضية بتيهرت تجمع طوائف مختلفي العقيدة من صفرية وسنية ومعتزلة. ولم تجبرهم الحكومة على عقيدتها. وايضا الخارجية الممتدة في المغرب بكل سرعة لا يعقل ان البربر تمسكوا بها في تلك الحصة من الزمان عن فهم لمبادئها وادراك لاصولها وايمان بصحتها وفساد غيرها. وانما الذي فهموه منها وعقلوه عنها هو الثورة على السلطة المحلية لا لكونها عربية او غير عربية. هذا الذي أدركوه سريعا وهو ما كانوا عليه قديما. فقد نصروا قبل مذهب دونتوس المسيحي لكونه ثائرا على حكومة الرومان. يوضح لك كون البربر لم يكونوا خوارج عن علم كخوارج العرب ما أتته ورفجومة من العبث بمسجد القيروان وسكانها حتى غير منكرهم ابو الخطاب الخارجي العربي. وذكر اليعقوبي في كتاب البلدان برقة وأهلها الذين منهم مزاته. فقال:"ومزاتة كلها أباضية على انهم لا يفقهون ولا لهم دين " هذا في القرن الثالث عصر اليعقوبي. ولكون الخارجية البربرية عبارة عن ثورة فوضوية فارق أكثر البربر الخارجية في كل جهة استتب بها النظام وثبتت بها قدم دولة غير خارجية. فقد انقطعت الخارجية أو كادت