يسكنها العرب والجند والمولدون، وهي من غرر مدن الزاب ولها باب شرقي، يعرف بباب الروس وعلى مقربة منه جامعها، وهو ملاصق لدار الامازة، وباب جوفي يعرف بباب السفلي، ويليه داخل المدينة عين تعرف بعين أبي السباع مجلوبة تحت الارض من جبل بني ياروت، يشق منها سوقها ساقية، ولها حمامات في ربضها، وبها عين تعرف بعين الحمى يرش منها على المحموم فيبرأ لبركتها وشدة بردها".
وينسب اليها علماء كثيرون. واشتهر في عالم الادب ابو عبد الله ابن قاضي ميلة. أورد له قطعا الشريف الغرناطي في شرح مقصورة حازم. ومن روائع شعره قوله:
جاءت بعود تناغيه فيتبعها ... فانظرعجائب ما يأتي به الشجر
غنت على عوده الاطيار مفصحة ... رطبا. فلما ذوى غنى به البشر
فلا يزال عليه او به طرب ... يهيجه الاعجمان الطير والوتر
[٥ - سقوط الدولة الاغلبية]
تأسست الدولة الاغلبية سنة ١٨٤ وسقطت سنة ٢٦٩ فمدتها ١١٢ سنة قمرية. وكان سقوطها على يد ابي عبد الله الشيعي. ذلك انه نزل بفرجيوة من أرض كتامة سنة ٢٨٠ واخذ في تمهيد الامر لعبيد الله المهدي. فارسل الامير ابراهيم الاغلبي الى موسى بن العباس عامله بميلة يستخبره عنه. فهون أمره عليه. ولما اشتد ساعده بكثرة الاتباع ارسل اليه الامير ابراهيم قائلا:
"ما حملك على التعرض لسخطي والوثوب على ملكي، فان كنت تبتغي عرض الدنيا منحناك اياه. وان أردت غير ذلك فقد علمت عواقب