للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الممالك النائية. فانسلخت عنهم أكثر الجهات. وكانوا يصبون الى مراكش. فتمسكت بها مرين. وبقيت عاصمتهم بتونس على أنهم غلبوا عليها أحيانا.

وأول من غلبهم عليها الدعي. وهو أحمد بن مرزرق بن أبي عمارة المسيلي. ولد بها سنة ٦٤٢ ونشأ ببجاية وسيما خياطا معنيا بالتنجيم. يخط الرمل. فيحدثه خطه بالملك. ثم لحق بعرب المعقل من صحراء سجلماسة. وادعى نقل المعادن الى الذهب وأنه المهدي المنتظر. ففضحه العجز. وانتقل الى عرب طرابلس. وادعى أنه الفضل بن الواثق. وكان الفضل قد قتله السلطان أبو اسحق. ولكن أكثر العرب اذا وجدوا سبيلا للثورة خانتهم أحلامهم. فصدقوه. وبايعوه سنة ٨١ ونزع اليه مرضى القلوب من كبار الدولة. فدخل تونس لاشهر من بيعته. وفر السلطان ابو أسحق إلى بجاية. وحاول حربه. فلم ينجح.

وكان الدعي سفاكا للدماء. قتل كثيرا من شيوخ العرب وجند زناتة والنصارى. وبسط العذاب على آخرين. فسئمته الرعية.

وتطلب العرب أميرا حفصيا. وكان ابو حفص أخو السلطان ابي اسحق بقلعة سنان. فقصدوه. وبايعوه. ودخلوا به تونس سنة ٨٣ واختفى منه الدعي حتى أخذ وقتل. وكانت بيعته كما قال لسان الدين ابن الخطيب.

غريبة من لعب الليالي ... ما خطرت لعاقل ببال

[٢ - الحكومة الحفصية]

الدولة الحفصية مستقلة استقلالا تاما وحكومتها بيد كبار الموحديق وعظماء الجاليات الاندلسية وكلا الفريقين متدرب على قلب الحكومات تخلصا من منافس وطلبا للتمكن في الرئاسة. فشا فيهم

<<  <  ج: ص:  >  >>