هذا الخلق أواخر الدولة المؤمنية. فشقيت به الدولة الحفصية واصبح ملوكها العوبة بايديهم الا قليلا منهم.
وكان أبو زكريا الاول وابنه المستنصر ملكين عظيمين اخضعا الثوار وحفظا الامن فتقدمت الدولة أيامهما في الحضارة تقدما عظيما وعاش الناس في رفاهية. وغمرت من بعدهما الفتن حتى ضعفت دولتا زناتة بعد ابي عنان وابي حمو الثاني وفنيت البيوت الكبيرة من الموحدين والاندلسيين ويومئذ أصبح الملك الحفصي آمرا ناهيا آمنا في سربه ولكن مالية الحكومة في ضعف لتغلب العرب على البوادي وتقوي الاروبيين بالبحر.
وكان ملوك الحفصيين يدعون أمير المؤمنين لارثهم الخلافة عن بني عبد المؤمن وسقوط بغداد أيامهم حتى بايعهم بالخلافة أهل الحجاز سنة ٦٥٩ ويتلقبون بالقاب الخلفاء من مستنصر وواثق وغيرهما وكانت علامتهم (الحمد لله والشكر لله) لها كاتب خاص وقسمها المستنصر الى كبرى ترسم بعد البسملة اول الصحيفة عن أمر الخليفة والى صغرى ترسم اسفل المنشور عن أمر نائب الخليفة في الامور الصغيرة وربما استضعف الملك نفسه فترك شعار الخلافة واقتصر على لفظ الامير وكان الملك يعهد لمن بعده واحيانا يتغلب على الملك أحد القرابة ويبعد عنه ولي العهد.
والحفصيين مع ملوك مصر والسودان علاقات حسنة، وحاولوا تحسين علاقتهم مع ملوك أروبا لكن هؤلاء لا عهد لهم يحفط فمتى وجدوا غرة في الساحل ملكوها وكثيرا ما ينزلون بالمدينة تجارا فان وجدوها خالية من الحامية انقلبوا حربيين وعلاقتهم مع زناتة تختلف حربا وسلما وكانت زناتة ظاهرة عليهم ثم ضعفت فظهروا عليها وخطبت لهم بتلمسان وفاس منذ سنة ٨٢٧.
وللدولة جيش من زناتة وصنهاجة والنصارى وتستنفر في الحرب