لما توفي مصيبسا لم يأخذ ابناه وابن اخيه بوصيته. فاختلفوا وتنازعوا أمرهم بينهم. ثم اصطلحوا واقتسموا الاموال وفرقوا وحدة المملكة: أخذ يوغورطة القسم الغربي منها من صلداي الى ملوشات. واقتسم الاخوان الباقي بينهما وهو أوسع نطاقا وأوفر عمرانا.
لم يكن هذا الصلح مرضيا للمتنازعين. وانما هو ظاهري وفي الباطن كل ينوي نقضه متى أمكنه النقض. ابنا مصيبسا يريان الحق لهما في ارث عرش ابيهما، فهما يعدان ما أخذه ابن عمهما ظلما، ويتربصان به غرة لقتله أو فرصة لحربه كي يسترجعا حقهما المغصوب؛ ويوغورطة يرى أنهما جارا عليه في القسمة، فهو لم يقبلها ظاهرا إلا بنية اكتساب قوة يسمتعملها- متى سنحت الفرصة- ضد ابني عمه.
كان هيمصال أقدر من أخيه. فكان يوغورطة يخشى منه ما لا يخشى من آذر بعل. فاستعمل الحيلة للاستراحة منه: لم يكن إلا أمد قليل حتى دس يوغورطة من قتل هيمصال في مدينة ترمدة من مدن ولاية رومة الحديثة. وذلك سنة (١١٨) فلم تطل مدته حتى نتعرف سيرته في رعيته، وأعماله في العمران والحضارة وسياسته مع الرومان.
١٢ - آذر بعل ADHERBAL (١١٨ - ١١٢)
اتنصب آذر بعل ملكا بقرطة بعد وفاة والده واقتسام مملكته. وبعد أن قتل يوغورطة أخاه هجم عليه وأخرجه من عاصمته لاول معركة وقعت بينهما.