بينما كان بنو العباس يعملون لهدم دولة بني أمية شرقا كان البربر يعملون لذلك أيضا غربا، ولكن العباسيون يهدمون ليبنوا، والبربر يهدمون توصلا للفوضى. وما اتم بنو العباس بناء دولتهم بالمشرق حتى اتم البربر عمل فوضاهم بالمغرب. ولما أخذ العباسيون يسترجعون المغرب لسلطانهم استقل بنو رستم ببعض المغرب الاوسط وما بقي منه كان تابعا لامراء القيروان ظاهرا ومستقلا في داخليته تحت شيوخ قبائله. ومثل ذلك المغرب الاقصى.
ولم تكن الدولة العباسية شرقا سالمة من المنافس. فان الطالبيين نهضوا طالبين لانفسهم الخلافة وثاروا مرارا. ولكن كان نصيبهم الإخفاق. وفي أيام موسى الهادي ظهر الحسين بن علي بن حسن المثلث بن حسن المثنى بن الحسن السبط. وثار على عامل المدينة. وتغلب عليه. وبعد أيام خرج الى مكة. ولما بلغها انضم اليه طائفة من عبيدها. وكان الفصل فصل موسم الحج. وقد حج جماعة من وجوه بني العباس وشيعتهم. فنشبت الحرب بين العباسيين والطالبيين ثامن ذي الحجة. فانهزم الحسين ثم قتل بفخ قريبا من مكة من طائفة من ذوي قرابته. وذلك سنة ١٦٩.
وحضر هذه الواقعة ادريس وسليمان ابنا عبد الله الكامل بن الحسن المثنى. فاما سليمان فقيل نجا وقيل قتل فيمن قتل مع الحسين. واما ادريس فنجا وايس ان يكون للطالبيين مع العباسيين