وموطن سليم فيما بين المدينة وخيبر وتيماء. ومجال هلال في بسائط الطائف إلى جبل غزوان شرقي مكة. وجشم حيث هلال وبقية هوازن. وبنو المنتفق بارض تيماء من نجد. والمعقل بالبحرين.
هذه مواطنهم في الجاهلية. وبعد الاسلام حافظوا عليها مع توسعهم في غيرها.
وفي ولاية عبد الله بن الحبحاب انتقلت طائفة من سليم الى مصر. ثم لحق بهم أحياء من هلال واحلافهم. واشتغلوا بالفلاحة والكسب. فراشوا وكثروا. ودخل إخوانهم بالجزيرة في دعوة القرامطة سنة ٣١٦ وحارب الفاطميون القرامطة بالشام. وأنتصر عليهم العزيز بن المعز. فنقل كثيرا من سليم وهلال إلى صعيد مصر.
وأمعن في نقل هلال بحيث لم يبق منهم بنجد الا العاجز عن الحرب ونزل بنو قرة من هلال ببرقة.
كانت هذه القبائل بادية ظواعن. اشرف اعمالهم الغارة واطيب مكاسبهم النهب. لم يتهذبوا بآداب الاسلام. ولم يقدر على اخضماعهم لا الأمويون ولا العباسيون ولا الفاطميون. فأكثروا من الفساد.
وتضرر بهم العباد والبلاد.
هذه صورة موجزة من خبر هذه القبائل قبل دخولها المغرب.
وكان حظ الجزائر منهم بعد نزوحهم اليه قبيلة هلال واحلافها. ولم يدخلها من سليم الا القليل. ولهذا اقتصرنا في عنوان الباب على بني هلال.
[٢ - نزوح الهلاليين الى افريفية]
كان بنو عبيد بمصر يدبرون الثورات بالمغرب كي لا يفقدوا نفوذهم منه. فساء ذلك ملوك صنهاجة. وخشوا إن قطعوا دعوتهم