للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ان يوجدوا السبيل على سلطانهم لمنافسيهم من اقربائهم ومشاقيهم من كتامة وغيرها. ولما ولي المعز بن باديس نصر اهل السنة وهم أكثر السكان واضعف الشيعة حتى لا يستطيعوا مقاومته متى قطع دعوة بني عبيد.

وكان وزير بني عبيد المتحكم في دولتهم ابا القاسم الجرجرائي فطمع المعز في استفساده عليهم. ولكن لم ينل معه مراده. وتوفي سنة ٤٣٨ فخلفه اليازوري. وكان دونه شأنا. فاستخف به المعز وخاطبه بما احفظه. فاظلم الجو بينهما. وأعلن المعز الدعاء لبني العباس سنة ٤٤٠ وعجز كل من بني عبيد بمصر وشيعتهم بالمغرب عن اعادة الدعوة العبيدية بافريقية. فرأى اليازوري أن يرسل على المعز عرب الصعيد.

فان ظفروا به والا فلها ما بعدها.

وفي سنة ٤١ أذن اليازوري لعرب الصعيد باجازة النيل. ورغبهم في أرض المغرب. وأعان من اجابه منهم ببعير ودينار. واقطع زغبة طرابلس وقابس، ورياحا القيروان وباجة، ودريدا قسنطينة. وكتب الى المعز: "قد انفذنا اليكم خيولا فحولا وارسلنا عليها رجالا كهولا ليقضي الله أمرا كان مفعولا".

نزل رعيل العرب برقة. وأعجبتهم أرضها. فكتبوا الى اخوانهم بالصعيد يرغبونهم في اللحاق بهم. ولكن حكومة بني عبيد لم تأذن لهم هذه المرة أجازة النيل الا باداء دينارين لكل شخص، فأحذ القادرون على الاداء في الرحيل حتى ضاقت بهم برقة. فبقي بنو سليم، وتقدم بنو هلال الى افريقية.

كان كل من بني عبيد وصنهاجة يجهلون نتيجة هذه الحملة.

فاستكثر المعز من شراء العبيد حتى اجتمع له منهم ثلاثون الفا.

وتقدمت رياح سنة ٤٣ لامتلاك اقطاعها. فاحسن المعز إلى أميرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>