او استولت عليهم ولكنهم بقوا بربرا. وقال بيروني: ان الوطن البربري جمع امما مختلفة ولكنها أصطبغت جميعا بصبغة بربرية.
واذن لا نقول في سكان أفريقية غير أنهم امة بربرية اذ لا يمكن تمييز ما عدا البربر عنهم لغلبة البربرية على غيرها. وهذا لا يخدش في أصل البربر شيئا بل انه يرشد تمسك البربر بجنسيتهم ولذلك لم يندمجوا في غيرهم، والى كثرتهم ووفور عددهم ولذلك ابتلعوا الجنسيات التي حلت بوطنهم.
وهكذا اصبحت الأمة البربرية بنجوة من وصمة التهاون بجنسها وحازت الشرف على الامم التي ابتلعتها، فان أمة لا تندمج في غيرها الا وقد سجلت على نفسها الوضيعة والحطيطة ونفت عنها كل وجه من وجوه الكرم والفضيلة، وكتبت للامة المندمجة فيها أسطرا من الفخر والشرف والميزة عليها لا يمحوها الا تداركها بنفسها لجمع شتات قوميتها والعمل باسم امتها.
[٢ - هجرة البربر الى ليبية]
علمت من الفصل السابق ان البربر أمة ذات وحدة جنسية كباقي الأمم التي عرف التاريخ عصبيتها وعظمتها.
وكان موطنها الشام ثم انتقلت الى ليبية. ونزح ايضا الى هذا الوطن طوائف من أمم أخرى. وحصل الاختلاط والامتزاج بين جميع سكان هذا الوطن تحت اسم البربرية. واذ ذاك صارت الأمة البربرية ذات وحدة وطنية مركبة من عناصر متعددة ومفرغة في قالب بربري.
ليس العنصر البربري الاصلي اول من عمر ليبية فقد مر في الباب الاول ان أمة سبقت البربر الى هذا الوطن. وقد عبر ابن خلدون عن