للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الساكنين بالجبال لم يخضعوا لرومة. ومن خضع منهم لا يضيع فرصة الثورة مهما سنحت.

وخلاصة الكلام ان الرومان لم يستولوا حقيقيا على كل الوطن الجزائري رغم امتداد ايامهم به. وسترى ما ينير لك الحقيقة.

[٨ - حدود حكومة الرومان بالجزائر]

كان من عادة الرومان أن يحدوا ما يفتحون من البلدان اما بحدود طبيعية أو صناعية: فيحدون بالجبال والاودية أو ببناء جدران أو حفر خنادق وجعل كثبان من الرمل أو التراب خلفها. وذلك اتقاء لهجمات الهاجمين وحفظا لمستعمراتهم ان تروج بها بضائع أجنبية وهم لا يشعرون.

وقد كان حد حكومة الرومان بالجزئر في القرن الاول للميلاد يمر شمال أوراس ويجتاز سهول سطيف ومجانة الى سور الغزلان ثم يتوسع قليلا فيمر بالبرواقية وساحل شلف ويجتاز وادي ميناس الى ناحية غليزان ووادي سيك. وفي غربي وهران يقترب جدا من البحر وينتهي بمصب نهو ملوية.

وبعد حين اضطر الرومان الى تقديم الحدود جنوبا. وكانت لهم مراكز عسكرية على الحدود. وبعد سنة مائة بقليل تقدمت مراكز الحراسة إلى الجنوب، وأحاطوا جبل أوراس الممتنع عليهم بالحصون. ولم يتم لهم فتحه الا أواخر القرن الثاني.

وفي بدايه القرن الثالث كان الحد الروماني مارا جنوب أوراس وشاطئ وادي جدي الايمن ثم يصعد شمالا فيمر وسط جبال الزاب ويقطع وادي الشعير حيث القاهرة، والمظنون أنه يمر بناحية بوسعادة

<<  <  ج: ص:  >  >>