ومصحف الابواب تبرا نظروا ... بالنفس فوق شكوله تنظيرا
تبدو مسامير النضار كما علت ... تلك النهود من الجنان صدورا
خلعت عليه، غلائلا موشية ... شمس ترد الطرف عنه حسيرا
واذا نظرت الى غرائب سقفه ... ابصرت روضا في السماء نضيرا
وعجبت من خطاف عسجده التي ... حامت لتبني في ذراه وكورا
وضعت به صناعها اقلامها ... فأرتك كل طريدة تصويرا
وكأنما للشمس فيه لقية ... مشقوا بها التزويق والتشجيرا
وكأنما الازورد فيه مخزم ... بالخط في ورق السماء سطورا
وكأنما. وشوا عليه ملاءة ... تركوا مكان وشاحها مقصورا
قال المقري: ثم مدح المنصور بعد ذلك. وختم القصيدة بقوله:
يا مالك الارض الذي أضحى له ... ملك السماء على العداة نصيرا
كم من قصور للملوك تقدمت ... واستوجبت بقصورك التأخيرا
فعمرتها وملكت كل رياسة ... منها ودمرت العدا تدميرا
قال المقري: "ولم أر لهذه القصيدة في لفظها ومعناها من نظير غير أن فيها عندي عيبا واحدا هو ختمها بلفظ التدمير" اهـ. واخترنا هذا البيت لختام هذا الفصل من أجل لفظ التدمير الذي تحقق في العمران والحضارة الحماديين كما هو الشأن في آثار كل الدول سنة الله قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.
[١٠ - العلوم والاداب]
كان عصر الحمادييبن عصر انشاء وترقية في- جميع مناحي الحياة المدنية. فضربوا في العلم والادب بسهم، ونشطوا أهلهما بالجوائز والصلات فارتحل اليهم امثال ابن حمديس الصقلي من الادباء، وابي