الفضل بن النحوي التوزري من العلماء وكان يشبه بابي حامد الغزالي.
فغصة عواصمهم بطلاب المعارف وناشريها وكان العلماء يتناظرون في مجالس بني حماد ويؤلفون لهم الكتب. وذكر ابن الابار في التكملة ان حماد بن ابراهم المخزومي الف كتابا في التاريخ للعزيز.
ظهر بالجزائر الحمادية العلماء والشعراء والكتاب والمؤرخون والاطباء والرياضيون وغيرهم، ظهورا لا عهد للجزائر به من قبل.
وكانت لعلوم الدين المنزلة الاولى ويليها علوم العربية. وينسب الى القلعة وبجاية فما دونهما من ممالك الحماديين علماء كثيرون تجد نبذا من أخبارهم متفرقة في الدواوين. ولكي تتصور اجمالا مبلغ الحركة العلمية بهذا العصر ننقل كلمة لياقوت ذكرها لما ذكر ريغة وانها قرب القلعة. قال:
" قال ابو طاهر بن سكينة سمعت ابا محمد عبد الله بن محمد ابن يوسف الزناتي الضرير بالثغر يقول حضرت هرون بن النصر الريغي بالريغ في قراءة البخاري والموطأ وغيرهما عليه وهو يتكلم على معاني الحديث. وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ورأيته يقرأ كتاب التلقين لعبد الوهاب البغدادي في مذهب مالك من حفظه كما يقرأ الانسان فاتحة الكتاب. ويحضر عنده دوين مائة طالب لقراءة المدونة وغيرها من كتب المذهب عليه، اهـ.
ولتقدم العلوم العربية في هذا الدور ظهر من اليهرد الذين دأبهم مسايرة الوسط نبغاء طار صيتهم في الآفاق وكانوا من بلغاء الكتاب العربيين.
وكانت العربية هي اللسان الرسمي للدولة. وجاء الهلاليون بلغتهم القريبة يومئذ جدا من الفصحى فنشروها بين سائر الطبقات وسهلوا على الخاصة تعلم العربية وعلى العامة تعلم دينها. ولم يبق