الاجداد الامجاد، وعظماء في التاريخ لانهم جاسوا خلال الشمال الافريقي من تونس الى سوس الاقصى في ظرف ثلاثة أعوام- على ما في الزياني- من غير معرفة بهذا الوطن ولا مساعدة من أهله.
وان عقبة بن نافع لجدير بأن يخص بالتأليف فانه من أعظم أبطال التاريخ، غزا الروم بحرا من مصر. وافتتح غذامس وذهب منها الى ودان ففزان. وانتهى الى السودان وفتح كورامنه. كل هذا قبل أن يشرع في حرب افريقية. وان من نظر الى ابعاده في الغزو وانتصاره على العدو مع تماثل السلاح وفقد وسائل النقل والاطلاع اذ لم تكن لهم آلات هذا العصر وخرائط الجغرافية- من نظر الى ذلك مع تلك الحال أكبر عقبة ايما اكبار، وأكبر تغافلنا عن تاريخ عظمائنا، الامر الذي جرأ كثيرا من خونة التاريخ أو الجاهلين به المتطفلين عليه على تشويه ماضينا ودوس حاضرنا.
[٦ - الجزائر تحت ملوك البربر]
البربر بعد قضاء الرومان على دولهم الكبرى بقوا يتطلبون الاستقلال حتى نالوا منه حظا وافرا على عهدي الوندال والروم. لكن لم يكونوا دولا عظمى كسابق عهدهم. وانما كانوا طوائف تحت ملوك متعددين، قد مر ذكرهم.
ولما جاء العرب وجدوا أمامهم دويلة جرجير. فقضوا عليها بسهولة، وانضم الروم الى البربر. وصاروا يدا واحدة على العرب. وهؤلاء ملوك البربر الذين عرفوا في بداية الفتح العربي:
١ - صولات بن وزمار. كان أميرا على قبيلة مغراوة. وأسلم في عهد عثمان بن عفان (ض) قيل وفد عليه مهاجرا، وقيل أسيرا،