فتمتنع عليهم" اهـ. والمنصورية شرقي بجاية على طريقها الى جيجل.
[٤ - الحكو مة الحمادية]
هذه الدولة أول دولة بربرية بالجزائر الاسلامية. وكانت مستقلة استقلالا تاما غير أن ملوكها لم يجرؤا على دعوى الخلافة التي كانت يومئذ للعباسيين ببغداد وللفاطميين بمصر، فدعا حماد أولا العباسيين ثم اصطلح مع المعز. فدعا للفاطميين. فلما خلع المعز العبيديين دعا لهم القائد خلافا لابن عمه وتوقيا من شر الحملة الهلالية ظنا ان ذلك يفيده. ثم عاد من بعده الى الدعوة العباسية. ولم يضربوا السكة على عظم دولتهم احتراما لدولتي الخلافة. واحدثها يحي آخرهم.
قال ابن خلدون:
" وسكته في الدينار كانت ثلاثة سطور ودائرة في كل وجه.
فدائرة الوجه الواحد: واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. والسطور: لا اله الا الله محمد رسول الله يعتصم بحبل الله يحي بن العزيز بالله بن الامير المنصور.
ودائرة الوجه الآخر: بسم الله الرحمن الرحيم ضرب هذا الدينار بالناصرية سنة نلاث واربعين وخمسمائة وفي سطوره: الامام أبو عبد الله المقتفي لامر الله أمير المؤمنين العباسي " اهـ.
ورئيس الحكومة يلقب بالأمير أو الملك. ويتولى اما بالعهد اليه من سلفه أو بالتغلب والقهر، ولم تخرج الامارة عن آل حماد.
وللامير وزراء في عاصمته. وعمال في المدن. وأهم ممالكهم الجهات الشمالية كان يليها عمال من آل حماد مثل الجزائر ومرسي الدجاج وجيجل وبونة وقسنطينة ونقاوس والقلعة واشير وحمزة.