واما النواحي الجنوبية فكانت بواديها للبربر واغلبهم زناتة.
ثم تغاب عليهم العرب وكانت مدنها تابعة للحماديين ولكن لكل مدينة ادارة خاصة يديرها جماعة من الشيوخ الذين حنكتهم التجارب.
وكانت بسكرة قاعدة الزاب يومئذ. ومن أسرها بنو رمان وبنو سندي، فتولى رئاسة الزاب بنو رمان من البربر، ويقول مرسيي انهم من أصل لطيني، ونبذوا الطاعة لعهد الناصر. ففتتك بهم، وادال منهم ببني سندي، فلم يزالوا على رئاستهم مخلصين للدولة الى ان غلب الموحدون على هذه المملكة.
وكان القضاء مستقلا عن الادارة، ويظهر انه كان على المذهب المالكي لانه الغالب يومئذ على اهل المغرب والاندلس.
كان للدولة جيش نظامي علاوة على ما كانت عليه الامة من الاستعداد الطبيعي لاجابة دعوة الحكومة للقتال، لبساطة الحرب يومئذ، قال لسان الدين في الاعلام:"كان يسكن بالقلعة ايام الناصر من فرسان صنهاجة أثنا عشر الفا " اهـ. هذا بالقلعة دون بقية المدن ومن صنهاجة دون بقية القبائل ومن الفرسان دون المشاة. وقال أيضا:"ان المنصور خرج لقتال المرابطين لما استولوا على تلمسان في اثنتي عشرة محلة " اهـ. وان المادة لتعجزنا ان نأتي بتفاصيل عن الجيش الحمادي، والذي نعلمه من حياة هذه الدولة انها حربية أكثر منها سلمية.
ومؤسسات الدولة تدل على انها كانت غنية جدا، وانا لنجهل تفاصيل تكوين ماليتهما، وانما نعلم انها كانت تقبض الخراج، وتعتمد في جمعه من الجهات التي يتغلب عليها العرب على العرب أنفسهم، ولكثرة حروبها وانتصاراتها نعتقد ان الغنائم أهم ما تتكون منه ماليتها. فان الامراء كانوا يغنمون اموال البغاة.