للموحدين دولتات المؤمنية والحفصية. والحفصيون ينسبون الى أبي حفص عمر بن يحي الهنتاني أحد العشرة من أصحاب ابن تومرت.
وينسبه ابن نخيل الى عمر بن الخطاب (رض). وفيه بعد.
وكان أبو حفص معظما في الدولة المؤمنية. وتوفي سنة ٥٧١ وولي للناصر ابنه عبد الواحد على تونس سنة ٦٠٣ فكان له غناء في دفاع ابن غانية. وتوفي سنة ٦١٨. واشتهر من أبنائه عبد الرحمن وعبد الله المدعو عبو أبو زكريا مؤسس الدولة ومحمد اللحياتي. وولي تونس بعده السادة من بني عبد المؤمن.
وفي سنة ٢٣ ولى العادل بتونس عبو وقدم معه أخوه أبو زكرياء فولاه قابس. ودعا المأمون لنفسه. فأبى بيعته عبو. وقبلها أخوه أبو زكرياء وتغلب على تونس في رجب سنة ٢٥. ثم نقض بيعة المأمون سنة ٢٧ لسبه مهديهم ابن تومرت وقتله رجال هنتاته وشيوخ الموحدين الذين كانوا سبب الفتن بين أبناء عبد المؤمن. واقتصر أبو زكرياء على ذكر المهدي ولقب الامير. ولم يزل ذكر المهدي في سكة خلفه الى آخر الدولة.
وفي سنة ٢٨ فتح أبو زكرياء قسنطينة وبجاية. ثم فتح سنة ٣٢ الجزائر وشلف والبطحاء وسائر مواطن مغراوة وتوجين. وذكر اسمه في الخطبة بعد المهدي سنة ٣٤ وبايعته الاندلس الشرقية سنة ٣٥ وفتح تلمسان سنة ٤٠ وتتابعت عليه البيعات من المغرب والاندلس.
وتم ارث الحفصيين للدولة المؤمنية ببيعة مرين لهم لما فتحوا مراكش سنة ٦٦٨.
ولم يحقق الحفصيون هذا الارث لضعف القوة الحربية عن حماية