وطارد فلفول من مكان الى مكان حتى ألحقه بالرمال سنة ٩١ فتوجه الى طرابلس وملكها. واورث بها بني خزر دويلة زناتية.
وهكذا كانت سنة ٣٩١ هي خاتمة تطاحن العبيدية والاموية على الجزائر. ولولا طعنة ذلك الغلام لزيري بن عطية ما انتهت الحوادث في هذه السنة وعلى هذا الوجه. فربما نشأ عن الحقير انقلاب كبير.
ان الامور دقيقها ... مما يهيج له العظيم
[٨ - امارة بني حمدون بالمسيلة]
كان علي بن حمدون بن سماك بن مسعود بن منصور الجذامي المعروف بابن الاندلسية، قد اتصل بالمهدي وابنه القائم بالمشرق وصحبهما الى المغرب. ولما بلغوا طرابلس ارسله المهدي الى ابي عبد الله الشيعي. فادى الرسالة. وانصرف الى المهدي بسجلماسة. وبقي في خدمته وخدمة ابنه ابي القاسم.
قال القاضي ابن حماد:"وفي سنة ٣١٥ خرج ابو القاسم محمد ابن المهدي الى المغرب. فهدنه ومر منصرفه بوادي سهر، فاختط مدينة المسيلة، رسمها برمحه وهو على فرسه. وأمر علي بن حمدون المعروف بابن الاندلسية ببنائها وتحصينها وتحسينها وسماها المحمدية باسمه. فبناها. وجعل لها بابين سمى احدهما باب الامور والآخر باب القاسمية نسبة الى ابي القاسم".
"وبلغت المسيلة أيام علي بن حمدون وابنيه جعفر ويحي من العمارة والحضارة الى الغاية القصوى. وجمعت اليها الاقوات وانواع المأكولات. فأدخرت فكان علي بن حمدون اذا ارتفعت الاسعار يكتب الى ابي القاسم يستأذنه في البيع. فينهاه عنه، ويأمره