بالاستكثار والادخار فلم تزل الاطعمة مصونة الى أن خرج المنصور في اتباع ابي يزيد، فكانت عونا له ولاجناده"، هذا ملخص كلامه.
وقال البكري: "هي مدينة جليلة في بسط من الارض عليها سوران، بينهما جدول ماء يستدير بالمدينة وله منافذ تسقى منها عند الحاجة. ولها أسواق وحمامات وحولها بساتين كثيرة، ويجود عندهم القطن، وهي كثيرة اللحم رخيصة السعر، وبقبليها موضع يعرف بالقباب، فيه قباب من بنيان الاول. وعلى مقربة منها مدينة للاول خربة يقال لا بشليقة (بكسر اللام المشددة)، فيها جدولان من ماء عذب" اهـ.
وفي كتب الافرنج ان بناحيتها مدينة قديمة تدعى زابي ومدينة يستنيانة التي أسسها سليمان الخصي قائد يستنيان البيزنطي، ولعلهما المذكورتان في كلام البكري.
اصبحت المسيلة عاصمة الزاب بدلا من طبنة. وامتد عملها على الحضنة الى حدود عمل باغاية شرقا. ويجاور وطن صنهاجة شمالا وغربا. وبه من سكان زناتة كثير. ومنهم في جنوب المسيلة بنو برزال أهل جبل سالات.
رأس على عمل المسيلة علي بن حمدون. وكان له ابنان جعفر ويحي. نشآ بدار ابي القاسم بالمهدية. وربيا مع أولاده. وجمع جيشا لفك حصار صاحب الحمار للمهدية. فالتقى ناحية باجة بايوب ابن ابي يزيد. واشتد القتال بينهما. فانهزم علي ابن حمدون.
واوى لجهله بالطريق الى موضع وعر. فغرس بغله فيه. فلما هجموا تواثب فرسان لهم وصهلا. فظنوا ان ايوب غشيهم، فركبوا الخيل، وتفرقوا في الاوعار، فسقط علي بن حمدون من جرف عال، فانكسرت عظامه ومات سنة ٣٤.