بالخرافات والاضاليل فأوردوها موارد الردى وصدوها عن سبل الهدى، ولله عبد الحق الاشبيلي استاذ بجاية اذ يقول:
لا يخدعنك عن دين الهدى نفر ... لم يرزقوا في التماس الحق تأييدا
عمي القلوب عروا عن كل فائدة ... لأنهم كفروا بالله تقليدا
[١٤ - سقوط الدولة المؤمنية]
كان الاولون من خلفاء هذه الدولة يباشرون أمور المملكة بأنفسهم ويطالعون أخبار حكامهم ولا سيما المنصور. فقد قال عنه صاحب المعجب ما ملخصه:
" وكان يقعد للناس عامة ولا يحجب عنه صغير ولا كبير حتى قضى بين رجلين في نصف درهم. ثم قعد للناس في أيام مخصوصة لمسائل مخصوصة. وكان قاضيه يجلس حيث يسمع حكمه في جميع القضايا، ليس بينهما غير ستر من ألواح وكان يدخل عليه أمناء الاسواق وأشياخ الحضر مرتين في الشهر يسألهم عن أسواقهم وأسعارهم وحكامهم. واذا وفد عليه أهل بلد فأول ما يسألهم عنه عمالهم وقضاتهم وولاتهم، ويحذرهم كتمان الشهادة، وقد يتلو قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والاقربين " اهـ.
بهذا استقامت أمورهم، فلما ولي الناصر تغيرت الحالة بعض التغير ففوض الشؤن لوزيره أبي سعيد بن جامع الذي لم يكن نبيه البيت في الموحدين، فاستهان بشيوخهم حتى فر من بساط الناصر من يعتمد عليه منهم.
وفي سنة ٦٠٧ خرج الناصر لغزو الاندلس بعدما استنفر الناس