تقدم الهلاليون واحلافهم نحو الجزائر. فدخلوها من ثلاث جهات. الاولى جهة السواحل حيث تقطن كتامة ويضعف نفوذ صنهاجة او ينعدم. تقدموا اليها من نواحي باجة. فانتشروا على ضواحي القالة وعنابة وقسنطينة الى القل الى جبال بابور.
وتقدم الهلاليين في هذه الناحية اسبق منه في سواها. ولم نجد خبرا عن دفاع كتامة لهم. فاما ان يكون بنو عبيد كتبوا اليها بتأييدهم واما ان تكون هي التي تقربت منهم نكاية في صنهاجة.
وكلام الادريسي عن مدن هذه الجهة يدل على حسن علائق أهلها مع العرب فالقالة كانت حالتها التجارية حسنة والعرب يمونونها بحبوبهم. وقسنطينة قال ان أهلها مياسير، بينهم وبين العرب معاملات ومشاركة في الحرث والادخار.
الجهة الثانية جهة الهضاب ما بين الاطلسين التلي والصحراوي حيث الحكوملة الحمادية ثابتة القدم. تقدموا اليها من نواحي الاربس وانتهوا ايام الادريسي الى وادي الساحل وجبال البيبان.
دافعتهم صنهاجة عن هذه الجهة. فغلبوها على الضواحي، وحصروها بالمدن الحصينة والقلاع المنيعة، فان الادريسي لما ذكر المدن الواقعة شمال اوراس ذكر انها في حال سيئة من حصار العرب لها، قال في حصن ماوس:"حصن عامر بأهله، وكانت العرب تملك ارضه. وتمنع أهله الخروج منه الا بخفارة رجل منهم".
ودار ملول شرقي طبنة على مرحلة منها، قال:"انها مدينة عامرة بها حصن. فيه مرصد مشرف على محال العرب يستطلع منه حركاتهم". ودار ملول ذكرها ياقوت بلفظ ارملول.