كانت الجزائر المؤمنية مقسمة الى ولايتين كبيرتين: ولاية تلمسان من ملوية غربا الى نهر مينة شرقا، وولاية بجاية الى حدود عمالة قسنطينة اليوم شرقا فقد ذكر صاحب المعجب من مدنها قالمة بلفظ قالم تحريفا. وفتحت مدينة الكاف في غزوة المهدية. فيظهر انها تابعة لولاية تونس وربما تبع الزاب ولاية تونس وكان للولاة وزراء وكتاب ومجالس شورى من شيوخ الموحدين.
ولي تلمسان لما فتحت سليمان بن محمد وانودين الهنتاني وقيل عمه يوسف وولي بجاية لما فتحت طلبة من الموحدين، وفي سنة ٤٩ بعث عبد المؤمن على تلمسان ابنه ابا حفص عمر واستوزر له ابا محمد عبد الحق بن وانودين، واستكتب له أبا الحسن عبد الملك ابن عياش القرطبي، وبحث على بجاية ابنه ابا محمد عبد الله واستوزر له أبا سعيد يخلف بن الحسن، واستكتب له أبا العباس بن مضاء.
ولما ولي الخليفة يوسف امتنع من بيعته أخوه عبد الله ببجاية، ثم أتاه مبايعا سنة ٥٩ فعفا عنه ووصله واحسن اليه، ثم مات.
وفي سنة ٦١ ولى الخليفة يوسف أخاه زكرياء ببجاية، وأمره بتفقد أحوال افريقية ورفع مظالمها وقطع طغاتها، وتوفي بالطاعون في مراكش سنة ٧١.
وفي سنة ٧٦ ولى يوسف على بجاية أخاه ابا موسى عيسى، ثم ولى بعده ابن أخيه السيد أبا الربيع سليمان بن عبد الله بن عبد المؤمن، فلم يزل بها حتى استولى عليها علي بن غانية سنة ٨٠ ثم ولي تلمسان.
وفي سنة ٥٥٥ استقدم عبد المؤمن ابنه ابا حفص من تلمسان، ثم استوزره أخوه يوسف، ومات سنة ٧٥ وولي على تلمسان السيد