قد تتشابه مع تباعد الاعصار. وإذا كان مرجع الديانة الى الخيالات كانت من قبيل الشعر، والشعر- كما قيل- ميدان والشعراء فرسان فقد يقع الخاطر على الخاطر كما يقع الحافر على الحافر.
[٧ - نظام الدولة القرطاجنية]
الدولة بنظامها الاداري والسياسي، فقوتها وضعفها وقدرتها وعجزها على حسب ذلك النظام ودرجة احاكامه واتقانه.
ولم يكن للفينيقيين بفينيقيا دولة تجمع تحتها مدنهم وتتخذ من بنيها جيشا حربيا تهاجم به الضعفة او تدافع به الاعداء. بل كانت مدنهم هنالك مستقلة بعضها عن بعض يحكم تلك المدن رؤساء يعرفون بالاشفاظ (القضاة).
ولما تأسست قرطاجنة قامت بها دولة عظيمة ذات دستور، ان لم يكن احسن دساتير ذلك العصر فهو من احسنها. ناهيك ان ارسطو الفيلسوف اليوناني واضع علم المنطق اعجب به واثنى عليه. وقد ادرك هذا الفيلسوف قرطاجنة في ايام عظمتها اذ كان في القرن الرابع (ق. م).
لم تكن قرطاجنة شاذة عن الدول المعاصرة لها في تقسيم الأمة الى طبقتين: السراة والسوقة. بل كانت مثلها في ذلك واشتهر بها من طبقة السراة أسرتان: الماغونيون والحنونيون، ومن طبقة السوقة البرقيون.
(١) شكل الحكومة: كانت حكومة قرطاجنة جمهورية على رأسها أسرتان تدير احداهما الجندية وسائر الشئون الحربية، وتقوم الاخرى بالعمل والاقتصاد وسائر وجوه العمران.
وللحكومة مجلسان: احدهما مجلس القدماء او الشيوخ به (٢٨)