تأسست الدولة الرومانية بايطاليا. تلك الجزيرة المتوسطة بين عالمي الشرق والغرب. فلما أخذت تعظم صارت تتوسع في هذين العالمين. وملكت فيهما من الاوطان ما صير رومة عاجزة عن القيام بادارتها.
كان ذلك العجز ناشئا أولا عن كثرة المستعمرات، وثانيا عن محاولة بعض الامم المغلوبة للاستقلال، وثالثا عن هجمات أمم القوط وغيرهم، ورابعا عن تنافس عظماء الرومان على الرئاسة والاقتتال من أجلها.
وقد حاول كثير من الاباطرة رفع ذلك العجز باشراك بعض قرابتهم أو عظماء قوادهم معهم في الحكم والادارة. وكان الامبراطور ديوقلطيانس قد أشرك معه مكسيمانس، واقتسما ادارة الامبراطورية، ثم أشرك معه غلاريوس وقسطنطيوس خلورس. فصارت الامبراطورية إلى أربعة أقسام. أحدها بلاد غاليا واسبانيا وابريطانيا. وكان على هذا القسم خلورس. ثم اعتزل الملك كل من ديوقلطيانس ومكسميانس. واتخذ غلاريوس معه شريكين، أحدهما مكسمينوس والآخر ليقينيوس. وفي خلورس. فقام مقامه ابنه قسطنطين. وثار بايطاليا على غلاريوس مكسنتيوس ابن مكسميانس.