وتحالف مكسمينوس ومكسنتيوس، واتحد ليقينيوس وقسطنطين. ونشبت الحرب بين الفريقين. وانتهت بفوز قسطنطين وحليفه. فدخل رومة. وذلك سنة (٣١٢) واختص بالجهات الغربية، وأخذ حليفه الجهات الشرقية. ثم نشبت الحرب بين هذين الحليفين. فانتصر قسطنطين، وقتل حليفه بالامس وخصمه اليوم. وذلك سنة (٣٢٤).
بعد هذا الانتصار أصبح قسطنطين الامبراطور الوحيد لجميع المملكة الرومانية. وفي سنة (٣٣٠) نقل مقر الحكومة الى الشرق. وجعل عاصمته بيزنطة. وبقيت المملكة الرومانية ذات وحدة، غير أن اعتيادها للانقسام واحداث عاصمة ثانية فيها فتحا لها بابا إلى الانقسام والانفصال. فلما أفضت الامبراطورية الى ثأودوسيوس قسم المملكة بين ولديه: ارقاديوس، جعله على العاصمة الشرقية، وهنوريوس، جعله على العاصمة الغربية. ثم توفي هو سنة (٣٩٥) فاستقل كل من الولدين بناحيته، وتم الانفصال بين العاصمتين. وأخذت الاولى في الصعود، والثانية في السقوط.
هذه المملكة الشرقية هي التي يدعو العرب أهلها من الاغريق واللطين بالروم. ويطلقون اسم الرومان على أهل المملكة الغربية.
بعد أن بلغ الروم قوة عظيمة صاروا يحاولون استرجاع كل الممالك التي خرجت عن رومة، ويرون لانفسهم الحق في تراثها. فاشتبكوا لذلك مع الوندال بافريقية، والقوط بالاندلس، وغيرهم. وكانت لذلك حروب ضررها بالبشرية غير يسير.
وقد بلغ من عظمة الروم أن صارت لا يدانيها في العظمة غير دولة الفرس. وكانت بين هاتين الدولتين العظيمتين حروب ذات أهوال وخطوب.