استكان العرب بعد ثورة ابن غانية لقوة الدولة التي عرفت كيف تسوسهم. لكن الحفصيين نواب بني عبد المؤمن بتونس استقلوا عنهم. وحنو الى وطنهم. فطمعوا في فتح مراكش. ولم يقووا على تحقيق أمانيهم الا بمعاضدة زناتة. فعاضدتهم وهي تسر حسوا في ارتغاء. وكانت النتيجة سقوط الدولة المؤمنية وقيام ثلاث دول مكانها هم الحفصيون والزيانيون والمرينيون.
لم تعترف هذه الدول بعضها لبعض بالاستقلال. فاستمرت الحروب بينهن. وربما وقعت الحرب بين الامراء المرشحين للملك في الدولة الواحدة. وتقاربت قواتهم الحربيه والسياسية فلم ينحسم النزاع.
وكان ملوك تلك الدول في حاجة الى العرب لكن اضطربت سياستهم معهم. فاذا كانت الحرب واحتاجوا الهم أقطعوهم الاراضي الواسعة وجباية القبائل المستضعفة ونفحوهم بالهدايا والاموال وقربوهم بالصهر والاستشارة. واذا استغنوا عنهم بالسلم قلبوا لهم ظهر المجن وحاولوا تجريدهم من امتيازاتهم. فلم يعدم العرب في الامراء المرشحين للملك والملوك الطامعين في التوسع ما يعينهم على احداث ثورة للاحتفاظ بامتيازاتهم.