بويع بعد قتل أخيه أي حاتم، ولم يتمتع بالملك طويلا، فبقي مدة عامين وأمره في اضطراب الى أن قتله الشيعة في طائفة من أسرته، في شوال سنة ٩٦ وانتهت به الدولة الرستمية.
تناسل بنو رستم بتيهرت وكثر عددهم ومع ذلك لم يزدحموا على الملك الا ما كان أيام ادبار دولتهم من القيام على ابي حاتم ثم قتله. فلهم بذلك مزية على غالب الاسر المالكة.
[٩ - الاقتصاد والحضارة]
المملكة الرستمية صحراوية. ولهذا اتخذت عاصمتها حيث الجبال المتصلة بالصحراء. فالغالب على أهلها الترحال وسكنى الخيام والقيام على المواشي والتجارة في البر اما التجارة البحرية فبأيدي غيرهم لعدم اتصال المملكة بالسواحل. فلم يكن للرستميين مراكب بحرية ولا مصانع لها.
والتجارة البحرية يومئذ للاندلسيين. فهم الذين يؤمون ببضائعهم المختلفة مراسي الجزائر مثل مرسى الحجاج وتنس ومرسى فروخ القريبة من مستغانم شرقا. ولهم اتصال بالرستميين في التجارة خصوصا من مرسى فروخ.
وأهم تجارة تيهرت الى السودان. ولملوكها علائق حسنة مع الرستميين. ولها اتصال بالمشرق أيضا على طريق الصحراء الى القيروان وطرابلس ومصر.
وعني بنو رستم بتأمين طرق القوافل. فكانوا يرسلون من طرفهم حامية تتلقى القوافل. وهذا ابو حاتم توفي والده وهو غائب. ذهب في جيش لحماية قوافل من المشرق.