للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومؤنسة لي بالعراق تركتها ... وغصن شبابي في الغصون نضير

فقالت كما قال النواسي قبلها: ... "عزيز علينا ان نراك تسير،" (١)

فقلت جفاني يوسف بن محمد ... فطال علي الليل وهو قصير

ابا حاتم ما كان ما كان بغضة ... ولكن أتت بعد الامور أمور

فاكرهني قوم خشيت عقابهم ... فداريتهم، والدائرات تدور

واكرم عفو يؤثر الناس امره ... اذا ما عفا الانسان وهو قدير

- يعقوب بن أفلح

هو أخو أبي اليقظان. كان يأمل الامارة بعده، فلما صرفت الى أبي حاتم ارتحل الى زواغة، فلما أخرخ أبو حاتم من المدينة وحاصرها، استقدم أهلها يعقوب، وبايعوه. فحارب ابن أخيه، ثم سعى الى أهل الفضل في ايقاف الفتنة، فعقدوا مجلسا حضره المبعوثون من الطرفين: فحكموا برفع يديهما معا عن الحكومة لمدة أربعة أشهر، وهذا هو التحكيم الذي أنكره سلفهم على علي (ض).

وفي هذه المدة كان ابو حاتم يستميل اليه الناس بسياسته ويستألفهم بصلاته، فلم تمض المدة حتى كان جمهور الناس معه. فاستقدموه من قصره بابي مينة، وأعادوه الى قصر الأمارة.

وغادر يعقوب المدبنة ليلا الى زواغة بعدما قام أميرا نحو أربع سنوات، وكان بيد الهمة نزيه النفس ذا غرائب في مأكله وملبسه، وعاش ختى استولى الشيعة على تيهرت، فارتحل الى ورقلة، وعرض عليه أهلها بيعتهم، فقال: "لا يستتر الجمل بالغنم " ومات هنالك.


(١) النواسي هو أبو نواس الحسن بن هانيء الحكمي. من أهل المائة الثانية. وذلك الشطر من كلمة له طويلة يمدح بها الخصيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>