طُلِب الي أن أكتب مقدمة الطبعة الجديدة لكتاب (ـ[تاريخ الجزائر في القديم والحديث]ـ) الذي ألفه والدي الشيخ مبارك الميلي منذ أكثر من نصف قرن.
وقد صادف أن تلقيت منذ أيام، في هذا الشهر أفريل ١٩٨٦، رسالة من وزارة الشؤون الدينية طلبت فيها الي أن اكتب ترجمة لوالدي.
ونفس الاقتراح سمعته منذ شهرين، من أحد تلامذة الشيخ عبد الحميد بن باديس.
تساءلت: كيف لم أفكر في مثل هذا الموضوع قبل اليوم؛ أليس ذلك واجبا كان يتحتم علي أن اضطلع به قبل هذا الوقت؟
الواقع أن الفكرة راودتني قبل سنوات. لكني أحجمت عن تنفيذها لسبيين رئيسيين: الأول اني متيقن ان هناك غيري، من يستطيع ان يكتب مقدمة لكتاب "ـ[تاريخ الجزائر في القديم والحديث]ـ) أكثر موضوعية وأدق تحليلا. والثاني أن كتابات الشيخ مبارك نفسها تقدم مادة خصبة لمن يريد الكتابة عنه، قد تغنى عن اللجوء الى الذكريات الشخصية والمعلومات الخاصة.
لكني أعدت النظر في هذا الموقف على ضوء الطلبات التي صدرت الي من جهات متعددة ومتباعدة وفي أوقات متقاربة. خصوصا وان هناك جوانب من شخصيته قد لايستطيع غيرى أن يعرف بها.