للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألاغنياني بالصهيل فانه ... سماعي ورقراق الدماء مدامي!

وحطا على الرمضاء رحلي فانها ... مهادي وخفاق البنود خيامي!

[٧ - العرب في الدولة المؤمنية]

وجد العرب بغيتهم في الدولة الصنهاجية لضعفها. فلما قدم عبد المؤمن لفتع بجاية وفد عليه بالجزائر أميران منهم أحدهما أبو الخليل ابن كسلان أمير الاثبج وفي بعض نسخ ابن خلدون أبو الجليل بن شاكر. وثانيهما حباس بن مشيفر أمير جشم فتلقاهما بالمبرة وعقد لهما على قومهما. ومضى لفتح بجاية.

ولما فتحها خشوا على حريتهم منه فحاربوه مع صنهاجة وقتلوا صهره عبد الله بن وانودين. ثم اجتمعوا بظاهر باجة، فوضعوا ما بينهم من ترات. ودعتهم المصلحة المشتركة الى الاتحاد على اخراج عبد المؤمن من البلاد قبل ان يرسخ نفوذه فيها وجمعوا نساءهم وأموالهم.

وارتحلوا لحرب عبد المؤمن ليكون لقاؤهم أصدق وقدمهم في الميدان أثبت.

وهؤلاء العرب هم الاثبج ورياح وزغبة وقرة. وأمير رياح يومئذ محرز بن زياد بن فادغ احدى بطون بني علي. ومن الامراء سواه جبارة بن كامل وحسن بن ثعلب وعيسى بن حسن. وأرسل اليهم رجار صاحب صقلية يحرض عليهم انجاده اياهم بخمسة آلاف فارس من النصارى. فأجابوه يشكرون له صنيعه وانهم في غنى عن نجدته اذ لا يستعان بكافر على مسلم.

وبلغ عبد المؤمن خبرهم. وكان ببجاية على ما قال البيذق وهو شامد لهذا الفتح ووقائعه فخرج للقائهم عبد الله بن عبد المؤمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>