وفي سنة ٢٤ كاقن والي تونس عبد الله بن أبي محمد بن أبي حفص فبلغه أن يحي بن غانية دخل بجاية عنوة، وتخطاها الى دلس وعاث في تلك النواحي فاخذ السير حتى دخل بجاية وسكن أحوالها، وسار الى متيجة فمليانة، فبلغه أن يحي قصد سجلماسة، فاناكفأ الى تونس.
وفي سنة ٢٥ تولى تونس أبو زكرياء أخو عبد الله المتقدم. وهو جد الملوك الحفصيين. فصرف عزمه لاستئصال حركة ابن غانية.
فشرده عن الزاب وورقلة. وانزل الحامية باطراف البلاد. فلم يزل يحي شريدا الى ان هلك سنة ٦٣١ بوادي شلف وقيل بالزاب.
دامت ثورة ابن غانية نصف قرن. ولم يجن الوطن منها غير الخراب. فقد خرب كثيرا من قصور الصحراء بوادي ريغ وغيره.
ولقد كان بنو غانية يرومون احياء سلطانهم بالمغرب فلم ينجحوا لقوة الموحدين وجدهم. ولكن نتج عن ثورتهم تخريب كثير من المدن وشغل الموحدين عن موالاة الجهاد بالاندلس واضعاف دولة بني عبد المؤمن وظهور الحفصيين.
وكان علي ويحي ابنا غانية آيتين في علو الهمة والاقدام على العظام والغناء في مواقف الحرب. وكان كاتبهما عباد البر بن فرسان الغساني مثلهما شجاعة واقداما. وهو أديب بارع. ومن شعره يخاطب يحي بن غانية.