قوي أمر يحي الميورقي. وحاصر قسنطينة. فجهز له ابو الحسن عسكرا حفظها. فارتحل يحي الى حصار بجاية. وكان المدد يأتيه من ميورقة. كأجاز الناصر أساطيله اليها من مدينة الجزائر سنة ٩٨ فاستولوا عليها سنة ٩٩.
وفي سنة ٦١٠ توجه الناصر نفسه الى افريقية. ولم يبق بها للموحدين غير قسنطينة وبجاية. فأجلى يحي الى جبل دمر واسترجع البلاد لطاعته. وعقد على افريقية لابي محمد بن ابي حفص سنة ٦٠٣ وقفل الى مراكش، فخرج عليه يحي بوادي شلف في جيش عظيم من العرب وصنهاجة وزناتة قتقاتلا قتالا شديدا، ثم انهزم الميورقي، وشرق، فلقيه أبو محمد بن ابي حفص بنواحي تبسة، فهزمه أيضا الى الصحراء وذلك سنة ٦٠٤.
وبعدما استجمع يحي قواه نهض الى المغرب يغير ويسبي ويخرب حتى بلغ سجلماسة وتقدم الى المغرب الاوسط، فخرج اليه والى تلمسان السيد ابو عمران. وكان اللقاء على تاهرت. فقتل ابو عمران وغنم عسكره، وشرق يحي بالغنائم فاستنقذها منه والي تونس، وفتك به فتكا ذهب بقوته، فأخذت ثورته في الضعف، وذلك سنة ٦٠٦.
وفي سنة ١٨ توفي أبو محمد بن أبي حفص فولى مكانه السيد أبو العلاء ادريس بن يونس بن عبد المؤمن، وطارد يحي بن غانية، فلحق بالزاب ونزل بسكرة، فاتبعه ابو العلاء ابنه ابا زيد، فأجلاه عنها.
انتقل يحي الى المغرب الاوسط وانقسمت زناتة عليه وعلى الموحدين فكانت بينهم وقائع، قتل في بعضها أمير مغراوة منديل بن عبد الرحمن بمتيجة سنة ٦٢٢ ودخل يحي بعدها الجزائر، ولكن نجمه في أفول.