ثم ظهر غزي الصنهاجي في جموع هن الملثمين والعرب وتغلب على أشير. فسرح اليهم السيد أبو زيد ابنه عمر ومعه غانم بن مردنيش فأوقع بجموع غزي وقتله ونصب رأسه ببجاية. وغرب أبو زيد بني حمدون الى سلا لاتهامهم بتأييد ابن غانية. ثم استقدم المنصور أبا زيد من بجاية.
واجتمع الى ابن غانية بافريقية جموع العرب من رياح وغيرهم.
وانضاف اليه قراقوش بمن هنالك من الاتراك. وبايعوا علي بن اسحق. ولقبوه أمير المسلمين فجدد رسوم الملك واتخذ الآلة. وأوفد الى بغداد ابنه وكاتبه عبد البر بن فرسان بالبيعة وطلب المدد. فأمر الخليفة عماله بمصر والشام بمدده. فعظم سلطان علي بن غانية واستولى على افريقية وانزل بأهلها وعمرانها بلاء لم ينزل بها أيام دخول الهلاليين ذكر تفصيله ابن الاثير وأهم المنصور أمره فخرج بجموعه الى افريقية سنة ٨٣ وكانت بينه وبين ابن غانية وقائع غير فاصلة .. ثم عاد الى مراكش سنة ٨٤ ومات في هذه السنة علي بن غانية بنفزاوة من ناحية الجريد. فخلفه أخوه يحي. ونقل الحرب الى المغرب بعد سنة ٥٩٧.
خرج من بجاية واليها السيد ابو الحسن في جيش عظيم للقاء يحي. قال صاحب المعجب:"لم أر للموحدين جيشا أضخم منه ولا أكثر سلاحا ولا أحسن عدة. وفيه من أعيانهم وشيوخهم جملة وافرة " اهـ.
التقى الجمعان قرب قسنطينة من ناحية بجاية. فانهزم الموحدون الى بجاية في حال سيئة. وتوجه يحي الى بسكرة. فدخلها ومثل بأهلها. وسجن عاملها أبا الحسن بن أبي يعلى. ثم ملك تبسة.