للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم. وهي تدل على نقصان مساحتها بالنسبة لما كانت عليه عصر الرومان.

وقد قسم الروم جزائرهم الى قسمين: نوميديا، وهي الجهات الشرقية من الوطن الجزائري، ومورطانية الثانية، وهي تلك المراسي التي ليس لهم حولها أي سلطة. وجعلوا لكل من القسمين رئسا. وبعد مدة أضيفت موريطانيا الى عمالة سطيف.

وقد سلك يستنيان سبيل الرومان. فأسكن الجنود على خط الحدود ومنحهم الاراضي لاستعمارها. وقد علم ان هذا وحده غير كاف لحفظ ما استولى عليه جيشه. فاستمال بعض رؤساء القبائل بأن جعل لهم أرزاقا سنوية، ومنحهم القابا شرفية، وأنعم عليهم بالاوسمة. واحتاط لبقائهم في خدمته بأن أغرى بينهم العداوة والبغضاء.: وغمرهم بتأثيرات رؤساء الدين. وأخذ من قبائلهم رجالا رهائن. وجعلهم تحت اشراف قواده من الروم، فمن رأوا منه انحرافا عن الطاعة قطعوا عنه كل ما كان يناله من دولتهم.

قال اغسال: "ومع هذا كله لم يكن السلم مستمرا. فكثيرا ما اجتاز البربر الحصون الرومية. وعاثوا في البوادي فسادا. واتقاء من هذه الغارات اتخذ المعمرون حصونا ممتنعه بباديتهم".

[٥ - أمراء البربر في العصر الرومي]

قد علمت ما استولى عليه الروم من وطن الجزائر وأنه أقل بكثير مما بقي بأيد البربر غير محتل. وتوجد خارج تلك الحدود امارات عظمى للبربر، منها امارة قرب تيهرت. تركت آثارا تدل على عظمتها، منها ثلاثة عشر هرما يسميها العرب اليوم الجدار، يبلغ ارتفاع أكبرها أكثر من تسعين ذراعا. وهي قبور لبعض الأسر البربرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>