هذا الانساع كله لم تكن له عزة نفس ونخوة ملك، فيترفع عن خدمة الرومان الذين لا يزيده جبنه معهم وخدمته لهم إلا طمعا في الوطن البربري وخيراته.
بعد أن فعل فعلته الاولى عززها بثانية. وذلك أنه حدث برومة شقاق بين مريوس وصيلة ففر الاول الى يرباص الذي أعانه على منافسه. فأرسل صيلة قائده بمبيوس (١) الى أفريقية بجنود كثيرة. وأعانه بوكوس بفيلق عظيم من فرسان موريطانيا تحت رئاسة غودا (قيل هو ابن بوغيد بن بوكوس وقيل حفيد بوغيد) وكان يرباص قد فر من بمبيوس. فاعترضه غودا وشتت جموعه. وأخيرا قتله.
وهكذا لم نر لبوكوس إلا اعانة للرومان على أبطال البربر الذين يأنفون من استعباد الاجنبي لهم ولقومهم.
وبعد أن ملأ صحائف حياته بمثل هذه الأعمال توفي في حدود سنة (٨٠) وترك ولدين اقتسما مملكته.
١٦ - يرباص (١٠٢ - ٨١)
اختلف في اسم هذا الملك: فمنهم من سماه يرباص، ومنهم من سماه هرتاص. وهو من أسرة يوغورطة. قال مرسيي:" والظاهر انه ابن غودا أخي يوغورطة ".
انتصب بعد وفاة غودا على نوميديا الوسطى. وكان- كبقية
(١) في ابن خلدون فمقيوس. وهو تصحيف مطبعي صوابه فمفيوس على قاعدة تعريب حرف p بحرف (ف). والمعمول به اليوم تعريبه باء.