انعقد الصلح بين المتحاربين على شروط لفائدة رومة وهي:
١ - رد الاسرى من غير فداء.
٢ - خروج قرطاجنة من صقلية.
٣ - التزامها مسالمة ييرو.
٤ - دفعها غرامة حربية عظمى. قدرها بعض المؤرخين بعشرين مليونا فرنكا. وهي بعضها معجل وبعضها مؤجل بآجال تنتهي بعشرين سنة.
والقائد القرطاجني في هذه الحرب هو أملقار برقة. وهو قائد عظيم أدى لدولته خدمات جليلة. وكان رئيس حزب وطني غرضه أن تكون قرطاجنة دولة ديموقراطية (١) ذات جيش وطني يحميها من رومة. وكان الماليون الذين همهم في ملء الخزائن لا في نثر الكنائن يرون في هذا القائد الحربي ضررا على ماليتهم فابعدوه الى اسبانيا برسم فتحها في الظاهر. ففتحها وأسس بها دولة هو رئيسها. وسمى عاصمته قرطجنة الحديثة. وتوفي سنة (٢٢٨ - أو- ٢٢٠).
[د - الحرب البونيقية الثانية (٢١٨ - ٢٠٢)]
لما توفي أملقار باسبانيا ترك جيشا منظما منقادا له كل الانقياد. فورثه ابنه حنبعل في الحكم والجيش. وكان ابن سبع وعشرين سنة.
حنبعل هذا رجل عظيم اعترف له اعداؤه الرومان بالدهاء الخارق للعادة. وتعجب نابليون الاول من دهائه الحربي. ومجمل القول
(١) ديموقراطية مركبة من كلمتين: قراطية معناهاحكومة وديمو معناها الناس. فمعنى هذا المركب حكومة الشعب.