دخلت تيهرت في حكم العبيديين سنة ٢٩٦ فجعلوها قاعدة المغرب الاوسط وانتخبوا لها الولاة من أوليائهم. ففتحوا لها سائر المغرب أوسطه وأقصاه. ودخلت وهران في عمل تيهرت لسنة ٢٩٨.
ووهران حديثة التأسيس يومئذ. قال البكري:"وهي حصينة ذات مياه سائحة وأرحاء ماء وبساتين. ولها مسجد جامع. بناها محمد بن ابي عون وجماعة من الاندلسيين البحريين سنة ٢٩٠ باتفاق مع نفزة وبني مسقن. وأقاموا بها دعوة الامويين، وفي سنة ٩٧ زحفت إليها قبائل كثيرة يطالبون الاندلسيين باسلام بني مسقن اليهم لدماء كانت بينهم. فأبوا من اسلامهم فحاصروهم ومنعوهم الماء، فخرج بنو مسقن ليلا واستجاروا بازداجة، ثم نجا الاندلسيون بأنفسهم، فتغلب أولئك القبائل على وهران في ذي الحجة واضرموها نارا، ثم عاد أهل وهران اليها سنة ٩٨ بأمر أبي حميد عامل تيهرت، وولى عليهم محمد بن ابي عون، ش ابتدأوا بنيانها في شعبان، فعادت أحسن مما كانت، ولم تزل في عمارة وكمال وزيادة وحسن حال الى أن دخلها يعلى بن محمد بن صالح اليفرني سنة ٣٤٣ فخربها وحرقها ثانية، وبقيت كذلك سنين، ثم تراجع الناس إليها وبنيت" اهـ.
وقال فيها الادريسي ما ملخصه:"عليها سور من تراب متقن، وبها أسواق مقدرة. وصنائع كثيرة. وتجارات نافقة. ومنها أكثر ميرة أهل ساحل الاندلس. وشرب أهلها من واد يجري اليها من البر. وعليه بساتين وجنات. وأهلها في خصب. يوجد لديهم العسل والسمن والزيت والغنم. والبقر بها رخيصة. وفي أهلها دهقنة وعزة نفس ونخوة " اهـ.