استخلف آل زيري بن مناد الصنهاجي عن العبيديين والمغرب يضطرم نارا بالفتن الناشئة عن النزاع بين العبيدية والاموية. وما كادوا يتغلبون على الاموية حتى دب فيهم دبيب المنافسة. وتنازعوا امرهم بينهم.
وعقد منصور بن بلقين لاخيه حماد على عمل أشير والمسيلة مستكفيا به أمر زناتة الاموية ومن ينازعه من آله. فلم يزل حماد مخلصا له، وتداول هذا العمل مع أخيه يطوفت وعمه ابي البهار.
وتوفي المنصور، فخلفه ابنه باديس. واقر عمه حمادا على عمله، وافرده به سنة ٣٨٧ دون يطوفت وابي البهار. وخالف عليه من عمومته زاوي وماكسن ابنا زيري فيمن استجاب لهما. فعقد على حربهم لعمه حماد سنة ٣٩٠ فقتل حماد ماكسن وحصر زاوي بجبل شنوة من ناحية شرشال، ثم أمنه ومن معه على ان يجيزوا الى الاندلس. فلحقوا بالمنصور بن ابي عامر.
ولم يزل باديس مستعينا بحماد يستقدمه متى شاء الى صبرة ويحرجه لاطفاء الثورات. وفي سنة ٩٥ كلفه بحرب زناتة، فاشترط عليه ولاية المغرب الأوسط وكل ما يفتحه وان لا يستقدمه. فوفي له بما شرط.
وفي سنة ٣٩٨ اختط حماد مدينة القلعة. وصار ينزل بها وباشير.
وبقي واليا على الزاب والمغرب الاوسط مواقفا لزناتة. وتكررت