{وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي} واذن تكون عقيدة أريوس في عيسى مثل عقيدة الاسلام.
بعد وفاة ماربطرس انتصب اسكندروس مكانه بطركا. فأشاد بكفر أريوس. وكتب بذلك الى جميع النواحي. فبلغ الخبر قسطنطين. فاخضر أسكندروس وأريوس في أساقفة آخرين. وتناظروا أمامه. فمال الى أسكندروس. واذن له أن يشيد بكفر أريوس. وما أقبح تداخل القوة المادية في القوة الفكرية! وما أعجز فؤسها عن ايجاد قبر يعفي وجودها!
حاول أسكندروس ان يعفي مقالة أريوس فانتشرت على الرغم منه ومن قسطنطين حتى أن كثيرا من الملوك أخذوا بها وانتصروا لها. قال ابن خلدون:"وغلبت تلك المقالة على أهل قسطنطينة وانطاكية ومصر والاسكندرية".
بلغت االمسيحية في أواسط القرن الرابع إلى القوط على يد أتباع أريوس. وكان الوندال منهم كلهم أريويين. ويقيمون مراسم ديانتهم باللغة القوطية لا باللطينية. وكانوا على غاية من التعصب لمذهبهم حتى ان جل ما يجده المؤرخ من أحاديث الوندال بأفريقية هي اضطهاداتهم للارثذوكس. ومما زاد في تعصبهم واضطهادهم لغيرهم ان ملوك الارثذوكس في نواح أخرى كانوا يعذبون الاريويين أيضا. فكان الوندال ينتقمون لاخوانهم في الدين من أعدائهم الذين تحت سلطانهم. وليست يد السياسة ببعيدة عن تلك الاضطهادات.
٤ - استيلاء الوندال على الجزائر
ظهرت أمة الهون من التتر وأمم القوط بأروبا. وأخذت تلك الامم تنقص الامبراطورية الرومانية من أطرافها حتى بلغوا قلبها،