كانت رئاسة البوادي بالجزائر الحفصية لشيوخ من القبائل القوية، وقد مرت أخبار العرب في بابها، وأظهر المعاصرين لهم من البربر هم مليكش وزوارة وصنهاجة وسدويكش وبنو تليلان وريغة وورقلة.
وكان مليكش مستعلين بمتيجة على الثعالبة، وهم تابعون لوالي الجزائر يستقيمون باستقامته وينحرفون بانحرافه، ورفع منزلهم ابو زكريا يحي الاول فعقد لشيخهم منصور سنة ٦٤٠ ومنحه ابهة الملوك مزاحمة ليغمراسن بن زيان، ومر به العبدري سنة ٨٩ فرماه باللؤم والبخل وكل نقيصة ولكنه شاعر لا يؤخذ عنه الحقائق التاريخية ولم تزل رئاسة متيجة لبني منصور حتى غلب على الجزائر ابو حمو الزياني سنة ٧١٢ ففروا الى الحفصيين، وأخذ االثعالبة بعدهم في الظهور.
وكان من زواوة بنو يراتن ذوي سيادة، ورئاستهم في بني عبد الصمد، وشاخت منهم عجوز اسمها شمسي، لها عشرة بنين عظم أمرها بهم، ونزل عليها ابن هيدور من خدام ابي عبد الرحمن ابن ابي الحسن المريني مدعيا انه أبو عبد الرحمن وداعيا الى الثورة على أبيه، وابو الحسن يومئذ بمتيجة، فسرب الاموال في بنيها وقومها، فأجارته وقامت بدعوته حتى تبين كذبه، فنبذقه ولحق بالذواودة.
وكانت عمدة بجاية جنود صنهاجة، ولها اقطاعات بنواحيها ولكبرائها مكانة في الدولة، فكان يعقوب بن خلوف منهم يلقب المزوار ويستخلفه ببجاية ابو زكريا المنتخب، ومات فخلفه ابنه عبد الرحمن واستخلفه خالد الاول لما نهض الى تونس سنة ٧٠٩ فثبت على ولائه له لما دعا ابو بكر بقسنطينة لنفسه، فزحف له ابو بكر وكانت بينهما