معركة، وعاد ابو بكر الى قسنطينة مفلولا. وانتهبت صنهاجة معسكره واتبعته الى ميلة وحاصرته بقسنطينة اياما ثم عادت الى بجاية.
وفي هذه المدة ظهر ابن اللحياني بطرابلس محاربا لخالد الاول فوصل ابو بكر يده به وأوفد عليه حاجبه ابن غمر. وتظاهر بنكبته، فصادر منازله وسطا بحاشيته، فعل ذلك كيدا لابن الخلوف، واستيقن ابن الخلوف اختلال امر خالد وطمع في حجابة ابي بكر، وسفر بينهما عثمان بن سباغ الذوادي وغيره فاحكموا السلم بينهما وعهد ابو بكر بحجابته لابن الخلوف، وارتحل الى بجاية سنة ٧١٢ فلقيه ابن الخلوف بفرجيوة، ومن الليل غدر به ابو بكر، فقتله وأخذ السير الى بجاية، فدخلها على حين غفلة، وغضب عثمان بن سباع وصنهاجة لهذه الخيانة فوصلوا ايديهم بابي حمو الاول الزياني.
ومن زعماء صنهاجة منصور بن ابراهيم بن الحاج. ثار سنة ٧٥٣ على مرين المحتلين ببجاية ولكن كبار البجائيين خشوا سطوة ابي عنان فبعثوا اليه بطاعتهم واخرجوا منصورا وحزبه من المدينة فتفرقوا في الجهات ولحق كبراؤهم بتونس، ثم كانت لصنهاجة كرة أخرى على يد أحمد بن القاضي لما تقلص ظل الدولة الحفصية عن الجزائر وظهر بها الاتراك.
وكان بنو تليلان ممتنعين بجبلهم الممتد شمال ميلة وقسنطينة الى أن غلب الموحدون على افريقية فوفد شيخهم ابو بكر على الخليفة بمراكش وتقرب اليه بفرض المغرم على جبل قومه وثبت عقبه على الولاء لدولتي الموحدين وبقوا على رئاستهم بالجبل. وعرفوا باولاد ثابت وسمي الجبل بهم. ويظهر ان جبلهم هو المدعو اليوم سقاو، بقاف بدوية مخففة قبالة ميلة. فان سقاو كثير المياه والثمار وبه آثار حصون مدهشة، وقد قال يحي بن خلدون: "فتح ابو حمو الزياني