على حين ضعف بني عبد المؤمن فحاربهم هو وبنوه حتى استولوا على مراكش وأسسوا الدولة المرينية. وهكذا قضى عبد المؤمن وبنوه على صنهاجة وأحيوا زناتة. فكانت هي القاضية عليهم ولا ايثار بالمعالي.
[٩ - المسيحية والاسرائلية]
كان المسيحيون والاسرائليون بالمغرب من عناصر أجنبية عنه ومن بقي من البربر بعد الاسلام متمسكا باحدى الديانتين تنوسي أصله وصار معدودا من الاجانب. وكانوا يتمتعون بحرية واسعة حتى ظهرت دولة الموحدين.
وكانت الحروب الصليبية يومئذ بالمشرق قائمة على ساق وادعى الموحدون الخلافة. فلعل عبد املؤمن رأى أن يجعل المغرب كجزيرة االعرب لا يجتمع فيه دينان حفظا لمركز الخافة من الدسائس الاجنبية.
قال القفطي في كتابه أخبار العلماء باخبار الحكماء:"نادى عبد المؤمن في ممالكه باخراج اليهود والنصارى. وقدر لهم مدة. ومن أسلم فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ومن بقي على ملته ولم يخرج بعد الاجل فهو في حكم السلطان مستهلك النفس والمال فخرج المخفون وبقي من ثقل ظهره وشح بأهله وماله. فاسر الكفر وأظهر الاسلام والتزم شعاره وجزئياته من صلاة وقراءة" اهـ.
قال ذوماس:"وبتوالي الايام اندمج المسيحيون في عموم جيرانهم المسلمين " اهـ. ويظهر أن اليهود لكثرتهم لم يدمجوا في غيرهم. وكان أبو يوسف المنصور يقول: "لو صح عندي اسلامهم