للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي أيام المأمون ابتدأ خلاف بني عبد الواد، فقد كان والي تلمسان السيد أبا سعيد عثمان فاغراه عامله الحسن بن حبون الكومي ببني عبد الواد لما رآه من تغلبهم على الضاحية، فاعتقل مشيختهم، وسعي في خلاصهم ابراهيم بن اسماعيل بن علان زعيم الجند من لمتونة بتلمسان، فاغتال الحسن بن حبوف وأطلق مشيخة بني عبد الواد ثم بدا له في الفتك بهم فدعاهم لحضور وليمة، وفطن لقصده جابر بن يوسف، ففتك به، ودخل المدينة بدعوة المأمون، فكتب له المأمون بولايتها، ثم خرج لاخضاع ندرومة، فقتل في حصارها سنة ٢٢٩ فخلفه ابنه الحسن ستة أشهر، وتخلى لعمه عثمان ابن يوسف، ولم يحسن السيرة فاخرجته الرعية سنة ٣٤ وقدموا مكانه ابن عمه ابا عزة زكران بن زيان ومنهم من يسميه زيدان، فشاقه بنو مطهر وأحلافهم بنو راشد، فكانت بينهم حروب هلك فيها أبو عزة سنة ٣٣ فخلفه أخوه يغمراسن ابن زيان، ولم بزالوا آخذين بدعوة بني عبد المؤمن حتى أساء منهم السعيد الظن يغمراسن فنهض لحربه سنة ٤٥ فقنله يغمراسن واستقل بالامر واورث بنيه دولة عظمى.

وبنو مرين كانوا معادين للموحدين، ففروا بعد واقعة منداس الى الصحراء وبلغ اميرهم المخضب بن عسكر خروج الغنائم من تلمسان الى تينملل سنة ٥٤٥ فنهض لاخذها في خمسمائة فارس من قومه، فاستنجد عبد المؤمن أولياءه من زناتة. وكتب الى عبد الحق ابن منغفاد، فخرج في خمسمائة فارس من قومه. ولقي بني مرين بفحص مسون، وقد احتازوا الغنائم، فاستنقذها منهم، وقتل المخضب.

ورأس مرين بعد المخضب ابو بكر بن حمامة، وتوفي سنة ٥٦١ فخلفه ابنه محيو. وحضر بقومه وقعة الاراك فجرح بها ومات بالزاب في صفر سنة ٩٢ فخلفه ابنه عبد الحق ودخل بقومه المغرب سنة ٦١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>