غضب فرسان نوميديا لقتل عرابيون. فذهبوا الى فانغو واغروه بسيكستيوس فتحارب هذان العاملان. ولكن فانغو غلب فقتل نفسه. واصبح سيكستيوس هو الوالي الوحيد بإفريقية الاصلية ونوميديا الحديثة. قال مرسيي:"وربما ضم اليه ما كان تحت ملك عرابيون"
كان عرابيون عاملا جريئا مفكرا داهية شجاعا مقداما صاحب آمال كبيرة: ينوي اخراج الرومان من نوميديا. ولكن لم يساعده القدر. وسلك سبيل غيره من عظماء البربر. فذهب ضحية الاستقلال قبل ان يحقق تلك الآمال. وهكذا اتخذ عظماء الومان قتل الاحرار سبيلا لترضية جشعهم في الاستعمار. وكان عرابيون خاتمة ملوك نوميديا الذين وقفوا في وجه الاستعمار الروماني واوقفوا سيره.
٢٤ - بوكوس الثالث (٤٤ - ٣٣)
بوكوس الثالث هو ابن بوغيد الاول. جلس على عرش الملك بعد وفاة ابيه. وانتزع منه عرابيون نوميديا السطيفية.
وفي سنة (٤٠) توفي بوكوس الثاني. وورثه ابنه بوغيد الثاني. وكانت الحرب بالاندلس بين وكتافيوس وانطونيوس. وكان الاول عدوا لبوكوس الثاني صديقا لبوكوس الثالث. فألح انطونيوس على بوغيد الثاني في اعانته على عدو أبيه. فذهب سنة (٣٨) الى الاندلس بجيوش كثيرة نصرة لاطونيوس. وبغيبته اختل نظام مملكته وقامت بها الثورات.
شاهد بوكوس الثالث ما حل بمملكة ابن عمه، فوثب عليها وملكها. ولما عاد بوغيد من الاندلس لم يجد سبيلا لاسترجاع ملكه، فذهب الى الاسكندرية- ومصر اذ ذاك تحت يد حليفه انطونيوس- فولاه هنالك اعمالا جليلة، وتوفي بمدينة ميطون.
اصبح بوكوس ملكا على موريطانيا الشرقية والغربية. قال اغسال: