وقد وقعت تيهرت بين مواطن زناتة. وكان سنيهم وخارجهم مخالفين للعبيديين. فاجلبوا عليهم مرارا. واشتهر من رؤسائهم يومئذ محمد بن صالح اليفرني ثم ابنه يعلي. ومحمد بن خزر المغراوي من عقب محمد بن خزر صاحب ادريس. واخوته عبد الله وفلفول ومعبد وابناه الخير وحمزة.
لما توجه ابو عبد الله الشيعي الى سجلماسة لم تدر زناتة وجهته ففرت من طريقه. فلما بلغها أرادت أن تقطع عنه خط الرجعة. فزحفت سنة ٩٧ الى تاهرت وواطأها من أهل المدينة بنو دبوس. فسجنهم عاملها ابو حميد دواس بن صولات اللهيصي الكتامي. بحصن بن بخاتة. ثم قتلوا به.
وتغلب محمد بن خزر على بعض ارباض المدينة. ففر منها دواس الى قلعة ابن حمة. ثم أجلى التيهرتيون زناتة عن مدينتهم واعادوا اليهم عاملهم. ثم ثاروا به سنة ٩٨ فنجا الى حصن ابن بخاتة. وادخلوا محمد بن خزر المدينة ثم خذلوه فانصرف عنهم.
وجاءت جيوش العبيديين. فحاربوا أهل تاهرت ثلاثة أيام ثم دخلوها في صفر سنة ٩٩ وفعلوا بأهلها الافاعيل. وعاد اليها دواس. الى ان صرفه عنها المهدي ثم قتله برقادة.
ولي تاهرت بعد دواس مصالة بن حبوس المكناسي. وهو الذي فتح فاسا. وكانت بينه وبين زناتة حروب. ففي بعض أيامه فصل من جيشه خيلا لبعض النواحي. وبقي في قل. فقصده محمد ابن خزر وقتله في شعبان سنة ٣١٢ فولى المهدي مكانه أخاه يصل بن حبوس. فغمرته الثورات. وقصد محمد بن خزر تيهرت سنة ١٤ فانهزم عنها. واخرج المهدي في أثره موسى بن محمد الكتامي في طائفة من القواد. فدخل محمد ابن خزر الصحراء. وترك أخاه عبد الله مع وجوه رجاله بوادي مطماطة. فحارب موسى بن محمد وانتصر